سورة النحل - تفسير تفسير الواحدي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (النحل)


        


{فادخلوا أبواب جهنم...} الآية. وقوله: {فلبئس مثوى} مقام {المتكبرين} عن التَّوحيد وعبادة الله سبحانه.
{وقيل للذين اتقوا ماذا أنزل ربكم} هذا كان في أيَّام الموسم، يأتي الرَّجل مكَّة فيسأل المشركين عمَّا أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم؟ فيقولون: أساطير الأولين، ويسأل المؤمنين عن ذلك فيقولون: {خيراً} أَيْ: ثواباً لمَنْ آمن بالله، ثمَّ فسَّر ذلك الخير فقال: {للذين أحسنوا في هذه الدنيا حسنة} قالوا: لا إله إلاَّ الله ثوابٌ مضاعف {ولدار الآخرة} وهي الجنَّة {خير} من الدُّنيا وما فيها.


{الذين تتوفاهم الملائكة طيبين} طاهرين من الشِّرك.
{هل ينظرون إلاَّ أن تأتيهم الملائكة} لقبض أرواحهم {أو يأتي أمر ربك} بالقتل، والمعنى: هل يكون مدَّة إقامتهم على الكفر إلاَّ مقدار حياتهم إلى أن يموتوا أو يُقتلوا {كذلك فعل الذين من قبلهم} وهو التَّكذيب، يعني: كفَّار الأمم الخالية {وما ظلمهم الله} بتعذيبهم {ولكن كانوا أنفسهم يظلمون} بإقامتهم على الشِّرك.
{فأصابهم} هذا مؤخَّر في اللَّفظ، ومعناه التَّقديم، لأنَّ التَّقدير: كذلك فعل الذين من قبلهم فأصابهم، الآية، ثمَّ يقول: {وما ظلمهم الله...} الآية. ومعنى: أصابهم {سيئات ما عملوا} أَيْ: جزاؤها {وحاق} أحاط {بهم ما كانوا به يَسْتهزئون} من العذاب.
{وقال الذين أشركوا} يعني: أهل مكَّة: {لو شاء الله ما عبدنا من دونه من شيء} أَيْ: ما أشركنا، ولكنَّه شاءه لنا {ولا حرَّمنا من دونه من شيء} أَيْ: من السَّائبة والبحيرة، وإنَّما قالوا هذا استهزاءً. قال الله تعالى: {كذلك فعل الذين من قبلهم} أَيْ: من تكذيب الرُّسل، وتحريم ما أحلَّ الله {فهل على الرسل إلاَّ البلاغ المبين} أَيْ: ليس عليهم إلاَّ التَّبليغ، وقد بلَّغتَ يا محمَّدُ، وبلَّغوا، فأمَّا الهداية فهي إلى الله سبحانه وتعالى، وقد حقَّق هذا فيما بعد، وهو قوله: {ولقد بعثنا في كلِّ أمة رسولاً} كما بعثناك في هؤلاء {أن اعبدوا الله} بأن اعبدوا الله {واجتنبوا الطاغوت} الشيطان وكلَّ من يدعو إلى الضلاَّلة {فمنهم مَنْ هدى الله} أرشده {ومنهم مَنْ حقَّت} وجبت {عليه الضلالة} الكفر بالقضاء السابق {فسيروا في الأرض} معتبرين بآثار الأمم المكذِّبة، ثمَّ أكَّد أنَّ مَنْ حقَّت عليه الضَّلالة لا يهتدي، وهو قوله: {إن تحرص على هداهم} أَيْ: تطلبها بجهدك {فإنَّ الله لا يهدي مَنْ يضل} كقوله: {من يُضللِ اللَّهُ فلا هادي له.}


{وأقسموا بالله جهد أيمانهم} أغلظوا في الأيمان تكذيباً منهم بقدرة الله على البعث، فقال الله تعالى: {بلى} ليبعثنَّهم {وعداً عليه حقاً}.
{ليبيِّن لهم} بالبعث ما اختلفوا فيه من أمره، وهو أنَّهم ذهبوا إلى خلاف ما ذهب إليه المؤمنون {وليعلم الذين كفروا أنهم كانوا كاذبين} ثمَّ أعلمهم سهولة خلق الأشياء عليه بقوله: {إنما قولنا لشيء...} الآية.
{والذين هاجروا} نزلت في قومٍ عذَّبهم المشركون بمكَّة إلى أن هاجروا، وقوله: {في الله} أَيْ: في رضا الله {لنبوئنهم في الدنيا حسنة} داراً وبلدةً حسنةً، وهي المدينة {ولأجر الآخرة} يعني: الجنَّة.
{الذين صبروا} على أذى المشركين وهم في ذلك واثقون بالله تعالى مُتوكِّلون عليه.
{وما أرسلنا من قبلك} ذكرنا تفسيره في آخر سورة يوسف. وقوله: {فاسألوا أهل الذكر} يعني: أهل التَّوراة فيخبرونكم أنَّ الأنبياء كلَّهم كانوا بشراً.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8